قضيه قوميه : (القصور التراثيه ......................والقصور والإهمال)

كلما أذكر إسم مصر يتراءى أمامى تاريخ قد يبلغ عشرة آلاف سنه فهى أم حضارات العالم فتتنوع مابين حضارات ماقبل التاريخ ثم حضارات الفراعنه ثم اليونان والإغريق ثم الرومان ثم الحضاره القبطيه ثم الحضاره الإسلاميه بتنوعها من فاطميه وأيوبيه ومملوكيه وقد ترك كل ذلك آثار على طول أرض مصر وعرضها والسؤال الآن هل حافظنا على هذا التراث المتنوع ؟- هل علمنا أولادنا قيمة وخطورة ماتركه الأجداد؟ - للأسف لا – فلايوجد على كوكب الأرض من يكتب على آثار عمرها خمسة آلاف سنة (أحمد بيحب منى) فهناك شعوب لدول عظمى تقدس مبنى لأن عمره أربعمائة سنه وهناك دول بلا تاريخ تحاول أن تسرق حفنه من تاريخنا أو تدعى المشاركه فى صنع تاريخنا العظيم – وقد بلانا الله بحكام أهدوا بعض الدول مسلات وتماثيل وآثار نتحسر عليها – ومغامرين للبحث عن آثار مصر بإسم جامعات أجنبيه وهم أكبر تجار للآثاريسرقون آثارنا ثم نذرف عليها كثير من الدمع وللأسف المتبقى لدينا نهمله بجهل شديد– فماذا فعلنا بسانت كاترين وجبل وعيون موسى وحمام فرعون وطريق الحج القديم بسيناء وحمام كليوباترا بمرسى مطروح وبوابات وسور القاهره والأسبله وعشرات الأهرامات الصغيره والمقابر ومخازن الآثار المنهوبه ومكونات المساجد من مشكاوات ومحاريب وأبواب التى تسرق كل يوم ناهيك عن الترميم الخاطىء وإستخدام مواد غير مناسبه للترميم – هل خساره فى تاريخ مصر أن وزارة الآثار تكون أهم وزاره بمصر وأكبر ميزانيه-وينص القانون  رقم 117 لسنة 1983، يعد أثرا كل عقار أو منقول يكون نتاجا للحضارة المصرية أو الحضارات المتعاقبة أو نتاجا للفنون أو العلوم أو الآداب أو الأديان التي قامت على أرض مصر منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى ما قبل مائة عام-  أما آثارنا القريبه من عصر محمد على العظيم وإسماعيل باشا وأولاده فنالها مانال آثارنا القديمه وان هناك آلاف المباني التراثية تشغلها هيئات حكومية وتمارس عليها تعديات عديدة‏,‏ بدءا من سوء الاستخدام واهمال الصيانة إلي الهدم والاضافة علي المباني‏,‏ مما يهدد هذه القيمة التراثية والمعمارية بالزوال‏ وقد حذرنا مرارا من توظيف المباني التراثية كمبان تعليمية أو حكومية‏,‏ وان المدارس والهيئات الحكومية التي لا تستطيع الحفاظ علي المباني التراثية والمعمارية عليها ان تخرج منها فورا قبل فوات الأوان‏,‏ وعلي الجهات الراغبة في استخدام هذه المباني ان تثبت الجدية والرغبة في المحافظة علي تراثنا المعماري‏ويتوقف كثيرا ويحتار المقيم العقارى فى حالة الرغبه فى تقييم المبانى التراثيه حيث لايوجد معيار محلى أو عالمى للتقييم سوى المعايير الروسيه وفى حالة التقييم لابد أن يشترك كل من (خبير تقييم عقارى وفنان تشكيلى ومؤرخ ومهندس معمارى وعالم آثار) - ويبلغ عدد المبانى التراثيه المسجله طبقا للقانون رقم‏144‏ لسنة‏2006 عدد ‏31‏ الف مبني حكومي ذات طراز معماري مميز يعكس حجم الثروة العقارية المتنوعة بين مبان تراثية ومعمارية فضلا عن المباني الاثرية‏ مثل مبني وزارة الزراعة ومبني وزارة الاوقاف والمباني الحكومية بمنطقة لاظوغلي مثل مبني وزارة العدل ووزارة المالية وقصر اسماعيل المفتش الذي تستغله هيئة الاثار وقصر وزارة الصحة‏,‏ بالاضافة الي مباني اقسام الشرطة مثل قسم شرطة الدقي وقسم الجمالية والدرب الاحمر والخليفة والمدارس الكائنة في مبان تراثية مثل مدرسة الشيخ ريحان ومدرسة الناصرية المقام بقصر سعيد حليم بشارع شامبليون ومبني مدرسة الابراهيمية بجاردن سيتي التي كان هناك سعي من البعض لهدمها وتم وقف أي قرار بالهدم بعد تسجيلها كمبني تراثي ‏,‏ وبعض المحاكم المصرية ذات الطراز المعماري المميز مثل محكمة جنوب القاهرة وغيرها ومن أمثلة الإهمال الجسيم للقصور التراثيه:

  1.  قصر البارون إمبان: شيده البارون سنه 1906 وقام بتصميمه المهندس الفرنسى الكسندر مارسيل بطراز يجمع بين الطرز الأوروبيه والهنديه والكومبوديه ، وأشرف على زخارفه جورج لويد كلود .. ومساحه القصر حوالى 12,500 متر مربع ويعتبر القصر متحفاً فنياً لتنوع التماثيل وكثرتها داخل القصر أو خارجه ، وبعض التماثيل صنعت من الاحجار وبعضها من المرمر والرخام وبعضها مطلى بالبلاتين والذهب ومطعم بالاحجار الكريمه ونصف الكريمه .. يتكون القصر من طابقين والبدروم الذى كان لإقامه الخدم والمطابخ ، أما الطابقين فيحتويان سبع غرف فقط رسم على بعض جدران ها لوح عالميه من أعمال دافنشى ومايكل أنجلو ورامبرانت ، وأرضيتها من الرخام الايطالى والبلجيكى.

 

  1.  قصر شمبليون: أنشأه سعيد حلمي بن محمد عبدالحليم بن محمد علي باشا عام 1897، صممه أشهر المعماريين الإيطاليين “أنطونيو لاشياك” الذي صمم قصر المنتزه, والعمارات الخديوية بشارع عماد الدين, و قصر الأمير يوسف كمال بالمطرية ، حيث صمم القصر على طراز معماري فريد استغرق إنشائه 6سنوات.

 

  1. قصر السكاكينى باشا: الكائن بحى السكاكينى وأنشأه حبيب السكاكيني باشا (1841 ـ 1923) .. من أصل سورى عمل موظفاً بشركه قنال السويس ، وكان له حظوة لدى دليسيبس وقربه إليه وعينه كرئيس ورش تجفيف المستنقعات والبرك فى القاهرة.

 

 

  1. قصر الزعفـــران (مقر جامعة عين شمس حاليا).. بناه الخديو اسماعيل سنه 1864 على أنقاض قصر الحصوه فى العبّاسيه ، وعهد الى مغربى بك الأشراف على بنائه وهو أحد الذين أبتعثهم الخديو للدراسه فى فرنسا ولذلك يوجد تشابه بينه وقصر فرساي.

 

  1. قصر زينب هانم الوكيل بالمرج: زوجة النحاس باشا الذى تحول إلى معتقل للواء محمد نجيب رئيس جمهورية مصر العربية بعد تحديد إقامته من قبل قيادة ثورة يوليو.

 

  1.  قصر يوسف كمال بنجع حمادى :ويرجع تاريخ إنشاء القصر إلي ما قبل عام 1952 تقريبا وقد أنشأ الأمير يوسف كمال هذه المجموعة من القصور داخل أسوار سجلت جميعها آثاراً بقرارات وزارية وتحتوي المجموعة علي: (قصرالحرملك) و(قصرالسلاملك) ويشتمل القصر علي العديد من الأساليب الفنية الخاصة بالعصرين المملوكي والعثماني و( السبيل أما الآن فقد تمت تسوية كل ذلك بالأرض واستولت هيئة الإصلاح الزراعي علي معظم منشآت القصر ، وحولت جزءاً من الحديقة إلي مقهي ، وأقامت في الجزء الآخر مبني قبيحاً بالأسمنت والحديد المسلح ليكون قاعة أفراح)!! ..
  1.  قصر فؤاد سراج الدين باشا: ولد سنه 1911 وكانت مصر علي أعتاب ثورة 1919 ، هنا إرتوي فؤاد سراج الدين بحب الوفد وزعيمه سعد زغلول ، تخرج من كلية الحقوق سنة 1931 وعمل وكيلاً للنائب العام لسنوات . وفي منتصف الثلاثينيات بدأت علاقته بحزب الوفد

وأنضم للهيئة الوفدية سنة 1936 ثم سكرتيراً عاما للوفد سنة 1949، وصار عضو بالبرلمان وعمره لم يتجاوز 26عاماً ، وكان أصغر الوزراء سناً إذ تولي وزارة الزراعة ولم يكن تجاوز 32 عاماً ، وكان أصغر عضو بمجلس الشيوخ إذ أصبح عضوا سنة 1946 وعمره 36 عاماً . تولي خمس وزارات-  بنى القصر كارل بايرلي الإقتصادي الألماني ذو الأصول الفرنسية ومؤسس بنك كريدي فرنسييه ايجيبسيان أول بنك تمويل العقارى فى مصر ، أشترى الأرض من شركه النيل للاراضى الزراعيه سنة 1905، ثم كلف المهندس كارلو براومبوليني لتصميمه سنة 1906 وتم بناؤه سنة 1908.

 

  1.  قصر عمر طوسون باشا: أمير الإسكندرية ، المثقف المستنير والمؤرخ وعالم الجغرافيا والأثري ، والسياسي الوطني .. ولد الأمير بالإسكندرية في سبتمبر 1872 ، وهو الابن الثاني للأمير طوسون بن محمد سعيد بن محمد علي ، يقع القصر بشبرا شمال القاهرة أنشأه الأمير سنة ‏1869‏ ومساحته ‏3200‏ متر مربع ، وقد وضع الأمير بنفسه تصميمه ‏. وقد تلاطمت على القصر أمواج الإهمال ويبدو أنه سينهار قريباً دون أن يلتفت إليه أحد‏ ..‏ تحيط به البنايات المدرسية وإلتصقت جدرانها بجدرانه‏ ، حيث يحيط به أربع مدارس. أما القصر نفسه اصبح مأوى للثعابين والخفافيش ،‏ ولم يعد باقيا من مجده سوي ذكرياته ، تحول إلي مدرسة‏ حين قام تكلا بك بإستئجار القصر من الأمير عمر طوسون ليكون مقرا لمدرسة شبرا الثانوية‏ سنة 1952.

 

 

     نداء من الجمعيه

مهندس/زكريا على الجوهرى

 رئيس مجلس إدارة الجمعيه